فتنة الأهل والمال , والوقاية منها
أولا : فتنة الأهل
يقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} سورة التغابن:14
الفهم الخاطيء لهذه الآية قد يتسبّب في تصدُّع البيوت وعلاقات مُشوّهة بين الزوج ووزوجه أو بينه وبين أبناءه، أو بين الزوج وجميع أسرته سواءً الزوجة والأبناء.
************
وحقيقة العمل المراد من الزوج إزاء التحذير من فتنة الزوجة وفتنة الأولاد على محورين :
المحور الأول: الحذر من غلبة العاطفة والحب الجبلي أن يتسبّب في مطاوعتهم أو مساعدتهم على معصية الله أو الوقوع في معصية من أجلهم , والإجتهاد في طلب المال من أي مصدر لتلبية مطالبهم
***********
المحور الثاني: التعامل معهم بالرحمة والصفح رغم التحذير من فتنتهم فالتحذير غايته التنبيه لعدم اقتراف المعاصي بسبب هذه المحبة وليس تحذيرًا جالبًا لكرههم ومعاداتهم فالصفح عنهم والعفو، فيه من المصالح ما لا يمكن حصره.
قال تعالى {…….. فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} “
////////////////////////////////////////////////
ثانيا : فتنة المال
من نعم الله العظيمة على عباده نعمة المال
قال الله تعالى: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ سورة الكهف: 46، وقال تعالى ﴿ وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى ﴾ سورة الضحى: 8، وقال تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ سورة آل عمران: 14
***********
المال إما أن يستخدم في الخير أو الشر
قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ سورة التغابن: 15
وهو من الفتن العظيمة التي يُبتلى بها المؤمن، والقليل من الناس من يصبر عليها
************
العبد يُسأل عن ماله يوم القيامة ماذا عمل فيه؟
روى الترمذي– عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه»
***********
جُبلت النفوس على حب المال
قال تعالى: ﴿ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ﴾ سورة الفجر: 20
روى البخاري ومسلم / عن ابن عباس رضي الله عنهما / أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب»
*************
حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم أمتَّه من فتنة المال
عن عمرو بن عوف رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: «فأبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم» متفق عليه
***********
حرص الناس على كسب المال من أي مصدر
والذي يتأمل في أحوال الناس في هذه الأيام، وانكبابهم على كسب هذا المال بأي وسيلة كانت سواء كان في مساهمات مشبوهة، أو معاملات فيها مخالفات شرعية كالربا، والغش، وأكل أموال الناس بالباطل وغيرها، ليتذكَّر قول النبي صلى الله عليه وسلم «ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال: أمن حلال أم من حرام؟» رواه البخاري / عن أبي هريرة رضي الله عنه
**************
أرشد صلى الله عليه وسلم أمته إلى القناعة وعيشة الكفاف
روى مسلم – عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قد أفلح من أسلم، ورزق كفافاً وقنَّعه الله بما آتاه»
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس» متفق عليه
**************
ذم الله ورسوله عبد المال الذي إذا أعطي رضي، وإن لم يعط سخط
قال الله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ﴾ سورة التوبة: 58
روى البخاري / عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعس عبد الدينار، والدرهم، والقطيفة، والخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض»
***************
هذا المال إن لم يستخدمه صاحبه في طاعة الله وينفقه في سبيله، كان وبالاً وحسرة عليه
قال الله تعالى
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْر