مخالفة شرعية — تمليك الأب ماله لبناته بقصد حرمان إخوته من الميراث

571 views مشاهدة
Raneem Mohammed
امتحانات توظيفتربية إسلامية

 أطالب أخواتي بحصتي من الميراث والتركة 930x620 1 - مستمرون...

 

مخالفة شرعية — تمليك الأب ماله لبناته بقصد حرمان إخوته من الميراث

إذا كان الرجل ليس له أبناء ذكور فإن إخوته يشاركون بناته في الميراث
لا مانع شرعا أن يعطي الرجل لزوجته أو لأولاده أو لغيرهم من الأقارب أو الأجانب ماله كله أو بعضه سواء كان على سبيل الهبة أو الصدقة ما دام أهلا للتصرف،بعدة شروط :
أهمها :
ألا يقصد بهذا التصرف حرمان الورثة من نصيبهم ؛ إذ التركة حقهم الذي فرضه الله سبحانه لهم، قال الله تعالى:” لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا”سورة النساء:7
فإن فعل فهو ظالم لهم لأن هذا من الحيل المحرمة، جاء في عمدة القاري لبدر الدين العيني عن محمد بن الحسن تلميذ أبي حنيفة رحمهما الله قال: ليس من أخلاق المؤمنين الفرار من أحكام الله بالحيل الموصلة إلى إبطال الحق.
*********
البيع الصوري يقصد به التحايل على الله !
فإذا قال : أنني سأبيع شيئا من أملاكي لبناتي وهذا حقي : أسأله هل أنت محتاج فعلا لبيع جزء من أملاكك لاحتياجك الشديد لهذا المال ؟! وهل فعلا تم البيع ودفعت كل بنت لوالدها ثمن ما قامت بشرائه على حسب سعر السوق الحالي ؟! الإجابة هو لا يحتاج لبيع جزء من أملاكه ولا يحتاج لمال , كما أن البنت لم تشتري ولم تدفع الثمن , فالبيع تم بشكل صوري بهدف نقل الملكية لبناته بشكل قانوني بقصد حرمان إخوته من الميراث مع بناته بهذه الحيلة
وكذلك البيع لأيا من الورثة لتمييزه عن باقي الورثة
قال الله تعالى
“تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ” {النساء: 13-14}
﴿ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [النساء: 176].
﴿ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [سورة النساء: 11
﴿ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ ﴾ سورة النساء: 12
//////////////////////////////////
ولا يبرر هذا التحايل سوء علاقة الرجل بإخوته أو توقعه عدم تعاونهم مع بناته وزوجته بعد وفاته , فلا يوجد مبرر مطلقا لأكل أموال الناس بالباطل وحرمانهم من حقوقهم التي قررها الخالق العليم , فالظلم والسرقة وأكل أموال الناس بالباطل حرام حتى لو كانوا كفار أو مشركين ! والمال مال الله جعلنا مستخلفين فيه , وهو الذي قسم الأرزاق بين عباده , قال الله تعالى :
” أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ….. ” سورة الزخرف : 32
//////////////////////////////////////////
هذه الحيلة الشيطانية لبعض المسلمين هي تقليد لحيل اليهود ( أصحاب السبت ) !
تتكلم قصة أصحاب السبت عن فريق من بني إسرائيل كانوا يسكنون قرية ساحلية، وكانوا يعملون بصيد السمك، فأراد الله اختبارهم فأمر الله السمك ( الحيتان ) بعدم الاقتراب من سواحلهم في أيام العمل الستة، بينما يكثر في يوم السبت وهو يوم يحرم عندهم فيه العمل، بل إن هذه الحيتان ( الأسماك ) كانت تظهر على الماء في يوم السبت إمعانًا في اختبارهم.
فما كان من هؤلاء القوم إلا أنهم شرعوا يحتالون الحيل، ورُوي أنهم كانوا يقيمون حواجز ( مصائد ) للسمك ليلة السبت ثم يجمعونه يوم السبت، أو أنهم كانوا يربطون السمك يوم السبت ويتركونه في الماء ثم يخرجونه ليلة الأحد أو نهاره
وكان عقاب الله سريعًا إذ مسخ العصـاة قردةً بينما نجَّى الفريق الناهي عن المنكر.
***************************************
تتكرر هذه القصة للأسف من بعض المسلمين , الذين ينجح الشيطان في جعلهم يتحايلون على الله بارتكاب المعاصي ويدعون لها أسماء غير إسمها الحقيقي الذي حرمه الله ! وهم بهذا يظنون أنهم بذكائهم سيفلتون من العقوبة لأنهم لم يرتكبوا المعصية بل ارتكبوا شيئا لم يحرمه الله ! وكأنهم أذكى من خالقهم سبحانه فلن يفطن الخالق للحيلة !!! نعوذ بالله سبحانه من ذلك
” َيعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ” سورة غافر :19
/////////////////////////////////////////////////
مخالفة شرعية أخرى وهي / تقسيم المسلم ماله على ورثته قبل وفاته !
أولا : هذا الفعل لا يطلق عليه ميراث، وذلك لعدم تحقق الشرط الأول من شروط الميراث وهو موت المورث
ثانيا: هذا الفعل قد يكون بنية سيئة تكمن في حرمان بعض الورثة من الميراث
ثالثا: يرد على قوله: «حتى لا يتنازعوا عليه بعد موتي». بقوله تعالى “وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ” سورة النساء:

9
رابعا : يستحيل على أي إنسان أن يعلم علم اليقين من هم ورثته حتى يوزع أملاكه عليهم وهو على قيد الحياة لأنه لا يعلم الغيب ولا يعلم المستجدات التي من الممكن أن تحدث له في المستقبل تزيد في الورثة أو تقلل منهم
خامسا : من أعلمه أنه لن يحتاج إلى هذا المال خلال حياته بعد أن يكون قد ملكه لآخرين ؟!
ويصير تحت رحمتهم إن منوا عليه بشيء أو منعوه

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق